عند زيارة جزيرة بالي الجميلة، والسفر إلى المرتفعات، سوف تندهش بجمال ألألاف الهكتارات من حقول الأرز الخضراء التي تتألف مثل المدرجات على الراوفد العليا من البراكين وصولاً الى الوديان العميقة أدناه كما لو تم نحتها على الجانب الجبلي. من بين العديد من الحقول التي تمتد في جميع أنحاء الجزيرة،تمركزت حقول أرز جاتيلوويه رايس في قلب مقاطعه تابانان وهو أفضل مثال عن الحقول الخلابة والرائعة في بالي ويمثل نظام سوباك المشهد الثقافي بالي الذي تم أدراجه في موقع اليونسكو للتراث العالمي في حزيران يونيو ٢٠١٢م.
مصدر الصورة:www.thejakartapost.com
في يونيو الماضي قام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وعائلتة ميشيل أوباما وبناته ماليا و ناتاشا،بزيارة خاصة الى حقول الأرز جاتييلوويه للتمتع بجمالها وأهميتها.
جاتيلوويه تعني باللغة البالية الساج الجميل. هنا يمكن للمرء أن يتعجب من المساحات الشاسعة من هذة المدرجات الأرز الخضراء التي صعدت على طول الجبل بأكمله،من ذروته حتى يلتقي بقدمه مع البحر. وبصرف النظر عن التنمية الزراعية، وقد وضعت هذة المناظر الطبيعية كواحدة من أفضل عشر الوجهات السياحة في بالي.
يقع فندق غونونغزاي أورشاد على مقربة من الساحل وعلى أرتفاع ٦٤٠متر فوق سطح البحر، ويدمج هواء الجبل البارد مع نسيم البحر الدافئ. ومن فوق التل يمكن للزوار بالاستمتاع بالهواء النقي والمناظر الخلابة وجوها الهادئ.ومن هنا يمكن رؤية كل من الشرفات المنحوتة بعناية من جاتيلوويه جنباً الى جنب مع نظام المعقد من مسارات الري التي تعمل بها.
نظام الري سوباك الرائع من بالي
الحقول في هذة المنطقة هي جزء لايتجزأ من نظام الري التقليدي سوباك التي انتقلت عبر الأجيال وتم الحفاظ عليها منذ القرون القديمة.وهنا الحكمة المحلية في أفضل حالاتها، في الواقع أن بالي مباركة مع ١٥٠نهر وجداول والتي توفر المياة على مدار السنة لري أهم المواد الغذائية والأساسية. ومع ذلك فإن حقول الأرز لن تكن ناجحة إلا مع وجود اليد العاملة. والفريد في ذلك أن نظام الري المعقد في بالي لدية جذورة التاريخية. وان المزراعين يعتمدون على الري الناجح حتى لو كان سوباكس مختلف فهو مازال يشكل نظام ري موحد في جميع القرية.
وعلى ادنى مستوى، كل مزارع هو عضو في سوباك، ومن سد واحد يتم تعذية حقول الأرز. ورئيس سوباك ودعا كليان سوباك يتم انتخابة من قبل أعضائها. ويملك أكبر سوباك الذي يتم تغذيته من قبل قناة، والمستوى الأدنى يسمى تمبيك. سوباك مرتبط من جبل المعابد أو بورا ماسيتي التي تأتي تحت تأثير واحد أو أثنين من معابد البحيرة ،وهي بورا باتو كاو التي تنسق الري في غرب بالي، وبورا أولون دانو من بحيرة بيراتان الذي ينسق الشمال وشرق جنوب بالي.
ويوجد مهرجان لمعابد المياة كل ١٠٥ أيام والمرافق لموسم زراعة الأرز لمده ١٠٥ أيام في بالي.وتحدد هذة المهرجان موعد فتح وأغلاق سلالم القناة، لضمان المزارع أن تكون متداخلة وأن يتم توزيع المياة بطريقة أكثر كفاءة وأنصافاً. وتعرف آلهة الأرز بأسم بهاتاري أو ديوي سري أم الأرز. وبوصف الغذاء الرئيسي للأرخبيل الإندونيسي، فإن ديوي سري لا توقر فقط في بالي وأنما أيضاً توقر في جاوة وغيرها من الجزر المنتجة للأرز.
من خلال الجمع بين القيم التقليدية المقدسة ومع نظام منظم للغاية، بالتالي فأن سوباك هي ثقافة فريدة من نوعها لزراعة الأرز البالية، وهي مظهر من مظاهر مذهب تري هيتا كارانا. وأنه انعكاس ملموس للأفكار والمعتقدات البالية الأصلية والتي تتجذر أساساً في هذا المفهوم، أي الوعي بأن البشر يحتاجون دائماً الى الحفاظ على علاقة متناغمة بين الأنسان والله وبين الأنسان والأنسان وبين الأنسان والطبيعة. هذا المفهوم الخاص هو في الواقع واضح في عبقرية الخلافة البالية والتقاليد الثقافية الفريدة الناجمة عن التفاعل البشري الطويل، وخاصة بين الثقافة البالية والهندوسية.
سواء بالنسبة الى الزراعة أو الطبيعة أو التراث، جاتيلوويه وغيرها من حقول الأرز في بالي تبقى مواقع هامة التي ينبغي الحفاظ عليها لكي تبقى مستدامة للأجيال القادمة.
كيفية الوصول الى هناك:
يقع هذا الموقع المذهل من حقول الأرز في منطقة ومقاطعة تابانان، التي تبعد حوالي ٤٠ كليومتر عن مدينة دنباسار، حوالي مدته ساعتين بالسيارة، وعلى طول الرحلة سوف تمر بالمقاهي تملك الطاولات مع أطلاله على الشرفات، والتي تجعل هذا المكان مثالي للأستمتاع بالمناظر الرائعة.