لأكثر من ألف سنة، يأتوا المصلين الهندوسيين من جزيرة بالي إلى بورا تيرتا إمبول (معبد المياه المقدسة)، ويقال إن هذه الينابيع بأنها مقدسة والتي أنشأتها الآلهة اندرا وتمتلك خصائص علاجية. هذا التقليد لا يزال مستمراً تقريباً، واليوم، وبصرف النظر عن المصلين، السياح من جميع أنحاء العالم أيضاً يأتون إلى هذا المكان بسبب جماله، والاستحمام في المياه المباركة المنعشة.
www.dailymail.co.uk مصدر الصورة:
جعل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ميشيل أوباما وبناته ماليا وناتاشا، تيرتا إمبول واحدة من المواقع المختارة لزيارتها وأكتشافها من خلال العطلة الأخيرة التي قضاها في جزيرة بالي في شهر يونيو حزيران الماضي لعام 2017.
www.dailymail.co.uk مصدر الصورة:
يقع معبد تيرتا إمبول للمياه المقدسة في قرية مانوكايا، بالقرب من مدينة تامباكسيرينغ، وليس بعيداً عن أوبود، في مقاطعة جيانيار، قلب الثقافة في جزيرة بالي. يقع المعبد أسفل قصر تامباكسيرينغ الرئاسي مباشرة، الذي تم بناءه في عام 1957 من قبل أول رئيس إندونيسي، سويكارنو، القصر مبني بشكل جميل وهو في حد ذاته معلماً هاماً للجزيرة والبلاد. جنباً إلى جنب مع القصر الرئاسي، ومعبد تيرتا إمبول للمياه المقدسة تتوفر أيضاً بعض من المناظر الطبيعية الأكثر إثارة التي ممكن أن تراها مطلقاً.
Shutterstock مصدر الصورة:
كمركز بيترتان أو بركة المياه المقدسة، تيرتا إمبول هو معبد كبير تماماً ويستغرق حوالي 30 دقيقة أو ساعة على الأقل لاستكشاف الموقع بأكمله. كما هو الحال في المعابد الأخرى والمواقع المقدسة في جميع أنحاء الجزيرة، سوف تحتاج لأرتداء عباءة أو التي تسمى "سارونغ" قبل دخول المكان. العباءات متوفرة عند مدخل المعبد ويمكن استئجارها بتبرع مبلغ صغير من المال.
Shutterstock مصدر الصورة:
بمجرد دخول المعبد، سوف تمشي من خلال بوابة الحجر الكبيرة (المعروفة محلياً باسم كاندي بنتار) حتى الوصول إلى الفناء الخارجي للمعبد. وتسمى هذه المنطقة من المعبد "جابا بورا". في نهاية الفناء هو هناك بوابة آخرى من كاندي بنتار والتي بنيت في الجدار الذي يؤدي إلى الفناء المركزي. يتم حراسة هذه البوابة من خلال تماثيل ضخمة منحوتة بروعة من اثنين من دوارابالا أو الحراس المنحوتين من الألوان الذهبية. في الجزء العلوي من البوابة نحتت منتحوتة "كالا" التي تختلف تماماً عن غيرها من منحوتات "كالا" في أي مكان آخر لأن لديها الأنياب بأتجاه الأعلى ويدين مع ذراعين مفتوحتين.
Shutterstock مصدر الصورة:
عند دخول الفناء الداخلي، سوف تصل إلى منطقة "جابا تنغاه" التي هي المنطقة الرئيسية للمعبد. تنبعث الينابيع المقدسة هنا إلى بركة كبيرة ونقية داخل المعبد، وتتدفق من خلال 30 صنبور مياه في بركتين مقدستين. يقف المصلون الباليون والهندوس المحليون في خطوط طويلة في برك المياه ينتظرون غسل رؤوسهم تحت الماء في طقوس التطهير التي تعرف باسم "ميلوكات". تبدأ حمامات التطهير في بركة على الجانب الأيسر ويقفون في المياه التي تصل حتى الخصر تحت صنبور الماء الأول. وبمجرد تطهير أنفسهم تحت الصنبور الأول ينضمون إلى قائمة الانتظار القادمة. وتستمر هذه العملية إلى أن يطهروا أنفسهم تحت كل صنبور مائي. ومع ذلك، هناك اثنين من صنابير المياه التي تهدف فقط لتطهير الموتى وهي محظورة لاستخدامها من قبل الذين يأدون طقوس "ميلوكات".
Shutterstock مصدر الصورة:
وراء البركة المقدسة هناك يقع الجزء الأخير من معبد تيرتا إمبول، وتدعا جيروان. معظم السياح يغفلونها، الجيروان أو الفناء الداخلي هو مكان لطيف للزيارة والاسترخاء بعد صخب الحمامات المقدسة. هذا هو المكان الذي يأتي الناس إليه للصلاة. ويهيمن على الجزء الأمامي من الفناء ينبوع المياه الكبير الذي يغذي بركة التطهير. الينبوع يحتوي على الطحالب الخضراء والأسماك الصغيرة التي تسبح بين القصب. وراء الينبوع الكبير توجد الأضرحة الهندوسية. هذا الجزء من المعبد لطيف لأخذ نظرة سريعة. الأضرحة مزينة بألوان زاهية، والتي تتناقض مع الملابس البيضاء النشوية للمصلين الذين يأتون إلى هنا للصلاة.
Shutterstock مصدر الصورة:
عند ممر الخروج من تيرتا إمبول سوف تمر من خلال بركة كبيرة مليئة بأسماك الكوي (الشبوط).هذا القسم من المعبد هو محاط بالجدران على جميع الجوانب الأربعة من بقية المجمع، مما يعطيه جو هادئ ومريح. أسماك الشبوط الكبيرة التي تسبح ببطئ في البركة سوف تكون بانتظاركم لوجبة الطعام المقبلة.
تكرس معبد تيرتا إمبول لفيشنو، الآله الهندوسي من الماء. يرجع تاريخ النقوشات إلى تأسيس المعبد في 926م. في اللغة البالية، تيرتا إمبول تعني المياه الفضفاضة التي تتدفق من الأرض، ولهذا السبب يعتبر تيرتا إمبول على أنه نبع مقدس. يتضمن معبد تيرتا إمبول أضرحة شيفا، فيشنو، براهما، وأيضاً اندرا وجبل باتور. ويعتبر واحداً من خمسة أو ستة معابد مقدسة في بالي، ويعتبر واحداً من مصدر المياه الأكثر مقدسة في بالي (والآخر هو بورا أولون دانو في بحيرة بيراتان).
الأسطورة
يعتقد الباليون أن إنشاء معبد تيرتا إمبول ينطوي على أسطورة معركة ملحمية بين ملك قوي وسحري يدعى ماياديناوا والآلهة إندرا. كان ماياديناوا يمتلك القوة الروحية لتحويل نفسه إلى أي شكل يريده. لكنه أصبح مهمل بسلطته واستخدامه للسحر الأسود. وكان هناك كاهن اسمه سانغ كولبوتيه يصلي إلى الآلهة إندرا لوضع حد لملك الشر. نجح إندرا وجنوده في هزيمة قوات ماياديناوا، وتركوا الملك الشرير وما تبقى من قواته يركضون للنجاة بحياتهم.
وفي وقت لاحق، توغل ماياديناوا في معسكر إندرا عندما نام الجيش. أحدثَ بركة مياه جميلة ولكنها سامة، لأنه عرف أن الجيش سوف يشرب منها عندما يستيقظ. عندما اقتحم ماياديناوا المخيم، سار على جانبي قدميه حتى لا يترك آثار الأقدام - وبالتالي يعتقد أن هذا هو أصل اسم "تامباك سيرينغ" التي تعني "البصمة المائلة". في الصباح استيقظ إندرا للعثور على العديد من رجاله قتلى وعشرات من المرضى يصارعون الموت. ومن ثم، من خلال سلطته القوية الآلهة اندرا اخترق الأرض مع مساعديه، وخلق ينابيع الشفاء المقدسة من المياه المقدسة التي أصبحت تعرف باسم تيرتا إمبول.
ومع إدراك مايادناوا أن خطته قد فشلت، حاول بتحويل نفسه إلى جميع أنواع الكائنات المختلفة ولكن دون جدوى، لأن إندرا واصل مطاردته. وعندما تحول في الماضي إلى صخرة، أطلق إندرا سهم إلى ذلك الحجر وثقبه وقتل ملك الشر في نهاية المطاف. ويعتقد أن دم ماياديناوا الذي خرج من الصخرة قد شكل نهر بيتانو، ولأكثر من ألف سنة كانت هناك لعنة من ذلك النهر جعل الأرز ينمو بسرعة، ولكن كان الأرز له رائحة فظيعة وملوث بالدم. الهندوس الباليين يحتفلون بمصرع ماياديناوا كل 210 يوم في التقويم جزيرة بالي التقليدي كما هو اليوم الذي ينتصر فيه الخير على الشر، ويحتفلون من خلال طقوس تسمى غالونغان.
Shutterstock مصدر الصورة الرئيسية للمقالة: