من المؤكد أن جبل برومو مألوف لدى الكثير من الناس. يقع هذا الجبل في منطقة منتزه برومو تنغر سيميرو الوطني، ويمتد عبر أربع مقاطعات في آنٍ واحد، وهي بروبولينغو، باسورووان، مالانغ، و لوماجانغ.
بالإضافة إلى بحر الرمال وفوهته النشطة، فإن مشاهد شروق وغروب الشمس تحمل سحرًا خاصًا يجذب الزوار من كل مكان.
غروب الشمس في جبل برومو: مشهد يخطف القلوب
يتساءل الكثيرون عن ارتفاع جبل برومو. الجواب: حوالي 2,329 مترًا فوق سطح البحر.
هذا الارتفاع لا يجعل من جبل برومو واحدًا من أعلى الجبال في جزيرة جاوة، لكنه يتميز بجاذبية فريدة تدفع الزوار للاستمتاع بجماله الطبيعي.
فجمال جبل برومو لا يقتصر على بحر الرمال أو فوهته النشطة، بل يشمل أيضًا مناظر شروق وغروب الشمس.
مشاهدة غروب الشمس في جبل برومو كأنها رؤية لوحة فنية حية.
كل من يزور المكان سيندهش بمشهد الشمس وهي تغرب خلف التلال، وأشعتها الذهبية تتدرج بألوان برتقالية وبنفسجية تزين السماء.
وللاستمتاع بهذه اللحظة، يوفر جبل برومو عدة نقاط تعتبر مثالية لمشاهدة الغروب.
أفضل أماكن لمشاهدة غروب الشمس في جبل برومو
١. تلة كينغ كونغ (Bukit Kingkong):
تُعرف أيضًا بـ Kingkong Hill، وهي من أشهر النقاط لمشاهدة الغروب.
من هناك، يمكنك رؤية الغروب وخلفيته فوهة برومو مباشرة.
٢. قمة بينانجاكان ١ (Penanjakan 1):
موقع مفضل آخر لمشاهدة غروب الشمس، ويوفر إطلالة فريدة على ثلاث جبال في منطقة برومو.
٣. تلة تشينتا (Bukit Cinta):
تُعرف أيضًا بـ Penanjakan 3، ومناسبة لمن يرغب في الاستمتاع بغروب الشمس في أجواء أكثر هدوءًا.
٤. تلة بيراهو (Bukit Perahu):
تقع بعد قمة بينانجاكان ١، ومساحتها واسعة وهادئة، مما يجعلها مثالية لمشاهدة غروب الشمس خلف جبل برومو.
يحدث غروب الشمس في برومو بين الساعة ٥ إلى ٦ مساءً، ويعتمد التوقيت على الموسم.
أفضل وقت للزيارة هو موسم الجفاف بين يوليو وأكتوبر، حيث تكون السماء صافية.
كيفية الوصول إلى جبل برومو: طرق ومسارات الدخول
هناك عدة مسارات يمكنك اختيارها للوصول إلى جبل برومو.
الخطوة الأولى هي التوجه إلى مدينة بروبولينغو، والتي يمكن الوصول إليها عبر القطار أو الحافلات أو السيارات الخاصة/المستأجرة.
بعد الوصول، يجب التوجه إلى منطقة منتزه برومو تنغر سيميرو الوطني، عبر أحد المداخل الرسمية التالية: تشييمورو لوانغ، توزاري، أو رانو باني.
١. بواسطة القطار:
يمكنك استقلال القطار من سورابايا أو مالانغ إلى محطة بروبولينغو.
ثم استأجر مركبة أو استخدم وسائل النقل المحلية إلى قرية تشيمورو لوانغ، وهي المدخل الرئيسي للمنطقة.
٢. بواسطة الحافلة:
من محطة بورابايا في سورابايا أو محطة أرجوساري في مالانغ إلى محطة بروبولينغو.
من هناك، يمكنك استخدام النقل المحلي أو الدراجة النارية إلى تشيمورو لوانغ.
٣. بواسطة سيارة خاصة أو مستأجرة:
لمن يرغب براحة أكبر ومرونة، تعتبر السيارات خيارًا ممتازًا.
الطريق الأكثر شيوعًا هو عبر بروبولينغو أو باسورووان، حسب البوابة التي تختارها.
بوابات الدخول المفضلة إلى برومو
تشيمورو لوانغ (عبر بروبولينغو):
الأكثر شهرة، وتوفر وصولًا مباشرًا إلى بحر الرمال.
تتوفر العديد من أماكن الإقامة، ويمكن استئجار سيارات جيب لاستكشاف المواقع مثل فوهة برومو، تل التلتبيز، وصحراء الهمسات.
توزاري (عبر باسورووان):
مدخل هادئ على الجانب الغربي من الجبل.
منظر الشروق هنا مذهل، ومساره مناسب للعائلات والسياح المحليين.
رانو باني (عبر لوماجانغ):
مخصص لمحبي التخييم والمغامرات.
تُعد نقطة انطلاق رسمية لتسلق جبل سيميرو، وتحتوي على بحيرة جميلة وهواء بارد.
٤ نصائح للاستمتاع بغروب الشمس في برومو
١. الوصول المبكر:
احرص على الوصول قبل ساعة من غروب الشمس للحصول على أفضل موقع.
٢. إحضار جاكيت سميك:
درجات الحرارة قد تنخفض إلى ١٠ درجات مئوية، لذلك من الضروري ارتداء ملابس دافئة.
٣. ضبط إعدادات الكاميرا:
استخدم وضع التصوير الليلي أو HDR لالتقاط جمال الغروب بألوانه الساحرة.
٤. الحفاظ على النظافة:
احترم الطبيعة وتجنب ترك القمامة، فبرومو منطقة محمية بيئيًا.
تميز جبل برومو
لا يقتصر تميز جبل برومو على ارتفاعه أو مناظره الطبيعية، بل يشمل أيضًا قيمة تاريخية وثقافية عميقة.
جيولوجيًا، يمثل برومو بقايا ثوران بركاني قديم كوّن كالدارا تنغر، التي تحتوي على بحر الرمال وفوهة نشطة.
أما تاريخيًا، فهو مرتبط بأسطورة شعب تنغر، الذين يعتقدون أن رورو أنتينغ وجوكو سيغر قدّما ابنهما الأصغر قربانًا للآلهة مقابل نعمة الأبناء.
ولتكريم هذه القصة، يقيم السكان المحليون طقوس يضنيا كاسادا، حيث يرمون القرابين في الفوهة كل عام.
رغم تاريخه الطويل، يظل جبل برومو بركانًا نشطًا، وجاذبيته عند الغروب تمنحه جوًا روحانيًا لا يُنسى.
برومو: وجهة لا بد من زيارتها مرة واحدة على الأقل في الحياة
يُعد جبل برومو من الأماكن التي يجب على كل شخص زيارتها ولو مرة واحدة في حياته.
فهو يجمع بين الجمال الطبيعي، والتاريخ الثقافي، والتجربة الروحية التي يصعب نسيانها.
